لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
شرح لمعة الاعتقاد
195595 مشاهدة
لمحة تاريخية عن تاريخ الخلافة الراشدة

ولما احتضر عهد بالخلافة إلى عمر رضي الله عنه، ورأى فيه الأهلية، ورأى فيه القوة، ورأى فيه القدرة على تدبير الخلافة؛ فكان ذلك أيضا عين المصلحة، فبايعه وبايعه الناس وتمت الخلافة له عشر سنين، وفتح الله تعالى في عهده بلاد الرومِ الشامَ ومصر وكثيرا من البلاد الإفريقية وكذلك العراق وانتشر وتمكن الإسلام في العراق .
وأسست في عهده المدينتان العظيمتان في العراق الكوفة والبصرة وأرسل المعلمين والمرشدين من الصحابة ليفقهوا الناس وليعلموهم القرآن والسنة، وانتشر الإسلام في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب، ثم سلط الله عليه عبدا مملوكا فارسيا ليس بمسلم يقال له: أبو لؤلؤة فقتله، واتهمه بأنه لم يرفق به، وقال: وسع عدلك الشرق والغرب ولم تعدل في. لما أن أهله طلبوا منه ضريبة يومية فطلب من عمر أن يطلب منهم أن يسامحوه أو يخففوا عنه من ضريبته اليومية، فقال: إنك صناع وقادر على أن تؤدي هذا الضريبة اليومية، فحقد عليه وقتله، وكان ذلك شهادة له رضي الله عنه أن قتل مظلوما شهيدا.